قسم الإسكندر
أو
الطلب غير المنتظر
كان الأستاذ "أَنَكْسِيمَان" معلّمًا الفصاحة "للإسكندر ذي القرنين"، وكان المعلّم من مدينة "لَمْسَاكا" وفي أثناء حروب اليونان والفرس تجرّأ سكّان المدينة المذكورة أن ينتصروا للفرس الغزاة دون الإسكندر، فاغتاظ هذا الأخير وعزم بالفعل على أن ينتقم منهم ويدمّر مدينتهم رأسًا على عقب.
وبينما كان يتهيّأ ذات يوم لاقتحام أبوابها، حانت منهم التفاتة، فأبصر أستاذه القديم آتيًا فخامره الشكّ في الباعث الذي جاء به والطلب الدافع إلى قدومه، وأراد أن يتدارك الأمر وأقسم بجميع الآلهة أنّه لن يصغي إلى تضرّعه ولن ينيله مطلبه بالرّغم من تقدبره ومحبّته له.
إلّا أنّ الفيلسوف قد حزر بثاقب فكره ما في قلب الملك وأدرك ما في نيّته، فما أن وصل إليه ومثل بين يديه حتّى قال له:
- "أيّها الملك أضرع إليك في ألّا توفّر موطني، بل أتوسّل إليك في أن تدمّر وتدكّ مبانيه دكًّا بحيث لا يبقى فيها حجرٌ على حجرٍ جزاء على ما فعلوه".
وبما أنّ "الإسكندر" كان قد تقيّد بيمينه فقد اضطرّ إلى أن يعفو عن "لمساكا" وهكذا نجا سكّان المدينة بفضل المعلّم الحكيم.
يوسف س. نويهض